... وأخيراً، أطلَّ رئيس الحكومة تمام سلام وصرَّح ببدء رفع الكابوس الجاثم على ظهور اللبنانيين بسبب النفايات.
هل يمكن القول إنَّ ليلة النفايات في الحادي والعشرين من هذا الشهر هي خاتمة هذه المعضلة التي بدأت في 17 كانون الثاني واستفحلت في 17 تموز وبلغت نهايات ليست معروفة ما إذا كانت سعيدة أو غير سعيدة في 21 كانون الأول؟
قبل الإجابة عن هذه الأسئلة لا بد من تسجيل الملاحظات التالية:
الملاحظة الأولى:
لا بد من إبقاء العيون مفتَّحة على ما تمّ التوصل إليه في ليل السراي لجهة تلزيم الشركتين المحظوظتين.
الملاحظة الثانية:
كيف وُلدت هاتان الشركتان؟
كل ما يُعرَف حتى الآن أن الأولى إسمها Chinook Urban Mining Ltd وهي شركة بريطانية متخصصة في توليد الطاقة من النفايات، وما نعرفه أيضاً أنَّ السيد فراس عبد الفتاح زلط هو الذي يُوقِّع عن هذه الشركة في لبنان، فكيف وصلت هذه الشركة إلى التصفيات النهائية بين ست شركات، كما قيل؟
كيف تم استدراج العروض؟
ومتى؟
الملاحظة الثالثة:
أنَّ الشركة الثانية هي هولندية ومتخصصة أيضاً في تحويل النفايات إلى طاقة، والمعروف أنَّ هولندا هي أكبر مستورد للنفايات في أوروبا، فكيف تمّ اختيار هاتين الشركتين من بين الشركات الست التي تقدَّمت؟
وما هي هذه الشركات الست؟
وزير الكتائب آلان حكيم تحدَّث عن شركة ثالثة كانت مستوفية كل الشروط، فلماذا استُبِعدَت؟
ولماذا لم يسمِّها؟
الملاحظة الرابعة:
قيل في الإتفاق الجديد أنَّه سيتم جمع 2500 طن يومياً من بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، علماً أن الوزن السابق في تلك المناطق كان يشير إلى ثلاثة آلاف طن، فهل هذا يعني أنَّ عملية الوزن في السابق كانت تُضاف إليها يومياً خمسمئة طن ويُقبض عليها من دون أن تكون هذه الأطنان موجودة؟
وطالما أنَّ ملف ميسره سكر ما زال أمام النائب العام المالي، فهل بالإمكان سؤاله عن هذه الفروقات اليومية في وزن النفايات؟
الملاحظة الخامسة:
إنَّ كلَّ ما حصل لم يكن شفافاً على الإطلاق، فإذا كانت هذه الخطة موقتة ولثمانية عشر شهراً، فما هي الخطة اللاحقة، الثابتة والتي تحمل صفة الديمومة؟
الملاحظة السادسة:
ما هو مصير الأشغال والأموال التي دُفِعَت في عكار لاستصلاح أحد المكبات؟
مَن سيتحمَّل أعباءها؟
هذه الملاحظات والأسئلة تؤكد بما لا يقبل الشك أنَّ عقلية أشباح التنفيعات ما زالت قائمة، وإذا كانت هناك من إعتراضات على ما تمّ إقراره في مجلس الوزراء، فإنه يُفتَرض بالوزراء المعترضين أن يشرحوا للرأي العام دواعي اعتراضاتهم ليكون على بيِّنة مما يجري، وليعرف إلى أين ستذهب أموال الصندوق البلدي؟
وإلى أية جيوب هذه المرة؟
ملاحظة أخيرة برسم رئيس الحكومة تمام سلام ووزير بيئته:
إذاً:
النفايات السابق ذكرها منذ 6 أشهر ما زالت جاثمة في الشوارع والوديان وتحت الجسور وعلى صدور صحتنا وبيئتنا وأولادنا والمجتمع اللبناني بأسره، وهنا يمكننا إضافة شيء وحيد:
شكراً على العناية غير الفائقة التي ستؤدي بنا إلى العناية الفائقة.